ارتفعت احتياطيات رواندا من المحاصيل الغذائية الرئيسية إلى مستوى غير مسبوق، على الرغم من بعض التحديات، وفقاً للتقرير السنوي الأخير لوزارة الزراعة والموارد الحيوانية (MINAGRI) لعام 2023/2024.
وارتفع إجمالي احتياطيات الذرة بنسبة تصل إلى 405.51 في المائة، من 5837.7 طن في عام 2023 إلى 29510 طن في عام 2024.
وبالمثل، ارتفعت احتياطيات الفاصوليا بنسبة 36.6 في المائة، من 5,330 إلى 7,281 طن.
وتستهلك البلاد سنوياً ما يصل إلى 130 ألف طن من الذرة، وهو ما يعني أن 29,510 طن من الذرة تكفي لتغطية الاستهلاك لمدة 83 يوماً، أو حوالي ثلاثة أشهر.
كما سجلت عائدات الصادرات الزراعية الإجمالية رقماً قياسياً بلغ 839.2 مليون دولار أميركي للعام المالي 2023/2024، مدعومة بصادرات القهوة والشاي والمنتجات البستانية ومنتجات التنويع.
وحقق قطاع القهوة وحده 78.71 مليون دولار أميركي، في حين حققت صادرات الشاي 114.88 مليون دولار أميركي، وهو ما يعكس الحضور المتزايد لرواندا في الأسواق الدولية والتنويع المستمر لصادراتها الزراعية.
ومع ذلك، فإن كمية الاحتياطي الغذائي المحققة لا تزال أقل من الهدف المقصود على الرغم من أن البلاد سجلت زيادة هائلة.
كانت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية تخطط لتخزين 140,980 طن من الذرة و 69,917 طن من الفاصوليا بحلول نهاية العام من خلال استراتيجية التحول (NST1).
ويبلغ احتياطي الذرة البالغ 29,510 طن والفاصوليا البالغ 7,281 طن عجزاً بنسبة 79 و89 في المائة على التوالي.
أدت الظروف المناخية المعاكسة التي أثرت على موسم النمو لعام 2023 إلى انخفاض المحاصيل في المقاطعات الشرقية والجنوبية وتم تحويل جزء من الاحتياطيات الموجودة إلى جهود الإغاثة الطارئة محلياً وإقليمياً.
ونتيجة لذلك، اضطرت الحكومة إلى إطلاق مخزوناتها الغذائية في السوق لتثبيت أسعار المواد الغذائية.
ويدعو الخبراء إلى تعزيز ممارسات إدارة ما بعد الحصاد، وزيادة الاستثمار في الزراعة المقاومة للمناخ، وتحسين البنية الأساسية للتخزين لضمان تلبية أهداف الاحتياطي المستقبلية.
ورغم استمرار التحديات، فإن جهود الحكومة لتحديث القطاع الزراعي وإضفاء الطابع المهني عليه من خلال الاستثمار في البنية الأساسية والتكنولوجيا وتدريب المزارعين تشكل الأساس للنمو المستدام.
إنتاج الدعامات
وأنشأت الدولة 142,318 هكتاراً من المدرجات الجذرية و1,031,282 هكتاراً من المدرجات التقدمية لتعزيز الحفاظ على الأراضي وخصوبة التربة.
وتعتبر هذه الجهود بالغة الأهمية في ظل التحديات التي تواجهها رواندا فيما يتصل بتجزئة الأراضي وتآكل التربة، والتي أعاقت الإنتاجية الزراعية للبلاد في الماضي.
نجحت رواندا في تقليل اعتمادها على الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار من خلال إنشاء أكثر من 72,913 هكتاراً من البنية التحتية للري، بما في ذلك 37,273 هكتاراً من ري الأراضي المستنقعية و26,201 هكتاراً من الري على نطاق صغير.
خطوات أخرى
ومن ناحية أخرى، يواصل برنامج تربية الماشية للأسر الضعيفة، GIRINKA، إحداث تأثير كبير، حيث تم توزيع 467,984 بقرة منذ إنشائه في عام 2006.
وفي السنة المالية 2023/2024 وحدها، تم التبرع بـ 16,372 بقرة للأسر الفقيرة، مما ساعد على تحسين التغذية من خلال استهلاك الحليب وتوفير مصدر ثابت للدخل.
وقد حققت رواندا أيضاً تقدماً كبيراً في مجال التأمين الزراعي، حيث تتمتع أكثر من 51 ألف بقرة وأكثر من 33 ألف هكتار من المحاصيل بغطاء تأميني.
تظل مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي الوطني قوية، حيث تبلغ 27 في المائة، وهي شهادة على الأهمية المستمرة للزراعة في التنمية الاقتصادية في رواندا.
وهناك أيضاً دعوة إلى استجابة أكثر قوة لتغير المناخ العالمي، بما في ذلك اعتماد المحاصيل المقاومة للجفاف وتحسين أنظمة التنبؤ بالطقس للتدخلات في الوقت المناسب.
ورغم أن رواندا حققت خطوات كبيرة في التحول الزراعي، فإن التحديات التي أبرزها نقص الاحتياطي الغذائي هذا العام تؤكد على الحاجة إلى إصلاحات شاملة لحماية إمدادات الغذاء في البلاد، وضمان استقرار الأسعار، وحماية الفئات السكانية الضعيفة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
في ظل التهديدات المناخية المستمرة والنمو السكاني، فإن ضمان كفاية الاحتياطيات الغذائية سوف يشكل عنصراً حاسماً في استراتيجية رواندا لبناء اقتصاد زراعي مرن ومكتفٍ ذاتياً. وسوف يتطلب الطريق إلى الأمام بذل جهود مستدامة لمعالجة هذه القضايا وضمان مستقبل آمن غذائياً للبلاد.