في رواندا، يظل السرطان من التحديات الصحية الرئيسية، حيث يعد سرطان الثدي وعنق الرحم والبروستات من بين أكثر الأمراض انتشاراً.
وبحسب الدكتور ثيونيستي مانيراجابا، مدير برنامج السرطان في المركز الطبي الحيوي في رواندا، فإن الاكتشاف المبكر يلعب دوراً في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة ونتائج العلاج.
ويضيف أن بنك RBC يتعامل بشكل نشط مع هذه القضية من خلال التركيز على جهود الفحص والتطعيم والتوعية العامة.
في عام 2024، أفادت RBC بتشخيص 5500 حالة إصابة جديدة بالسرطان وحوالي 3000 حالة وفاة بسبب المرض.
في هذه المقالة، نسلط الضوء على أكثر أنواع السرطان شيوعاً التي يتم تشخيصها في رواندا.
سرطان عنق الرحم
سجل سرطان عنق الرحم، الذي يصيب النساء في المقام الأول، 636 حالة في عام 2023. ويتم إجراء الفحص من خلال مسحات عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري، مما يساعد على الكشف عن التغيرات السرطانية السابقة في عنق الرحم.
وأوضح الدكتور مانيراجابا أنه بالنسبة لسرطان عنق الرحم، فإنهم يقومون بتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً بهدف تطعيم 90٪ من تلك الفئة العمرية، مضيفاً أنه بالنسبة للفحص، فإن الهدف هو ضمان حصول 90٪ من النساء اللاتي تم العثور عليهن مع آفات سرطانية على العلاج.
وأشار إلى أن النساء المصابات بآفات ما قبل السرطان يتم علاجهن في المراكز الصحية المحلية باستخدام طرق مثل الاستئصال الحراري أو LEEP. أما بالنسبة لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهن بآفات سرطانية، فيتم إحالتهن إلى مراكز علاج متخصصة مثل مستشفى رواندا العسكري ومستشفى الملك فيصل.
وأضاف أن “المراكز تقوم بإجراء فحوصات نسيجية ومسح مقطعي محوسب وتصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من تشخيص السرطان وتقييم مرحلته، وبناء على المرحلة يتم تحديد خيارات العلاج مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي”.
سرطان الثدي
يظل سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في رواندا، حيث تم الإبلاغ عن 706 حالة بين الإناث و33 حالة بين الذكور. وعادةً ما يتضمن الفحص إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية بانتظام للنساء فوق سن الأربعين أو قبل ذلك بالنسبة لأولئك اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.
وبحسب الدكتور مانيراجابا، فإن جهود التوعية بسرطان الثدي تتوافق مع فحص سرطان عنق الرحم، مشيرة إلى أنه في حالة اكتشاف أي مشاكل، يتم إحالة المريض إلى مراكز العلاج من أجل التشخيص الدقيق وتحديد المرحلة والعلاج.
وأضاف “نشرح لجميع النساء اللاتي يأتين لإجراء فحص سرطان عنق الرحم علامات وأعراض أي ورم أو آفات في الثدي”.
وذكر أيضاً أن علاج سرطان الثدي يتضمن العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والجراحة، مؤكداً أن التدخل في سرطان الثدي يقترن بالتدخل في سرطان عنق الرحم، مما يوفر تعليماً شاملاً للنساء حول كلا السرطانين.
سرطان البروستات
يتم فحص سرطان البروستاتا باستخدام اختبار الدم المعروف باسم اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA). في عام 2023، تم تحديد 516 حالة إصابة بسرطان البروستاتا بين الذكور.
وأكد الدكتور مانيراجابا أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا، ينصحون بإجراء الفحص بشكل منتظم.
وأوضح أن عملية الفحص والعلاج لسرطان البروستاتا تشبه عملية الفحص والعلاج لأنواع السرطان الأخرى.
وأوضح أن “الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عاماً يخضعون للفحص، ومن المقرر فحص 1.3 مليون رجل بحلول عام 2027، وفي حال اكتشاف أي خلل يتم تحويلهم إلى مراكز العلاج حيث يخضعون لمزيد من الفحوصات للتشخيص الدقيق والعلاج”.
سرطان المعدة
يعد سرطان المعدة أقل شيوعاً في عامة السكان، ولكن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي أو أعراض (مثل فقدان الوزن غير المبرر، أو آلام المعدة، أو عسر الهضم المستمر) قد يخضعون للتنظير الداخلي.
يتضمن العلاج عادة إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من المعدة أو كلها، والعلاج الكيميائي، وأحياناً الإشعاع. وتعتمد خطة العلاج المحددة على مرحلة السرطان.
وفي عام 2023، تم تحديد 213 حالة من الذكور و 259 حالة من الإناث.
سرطان الكبد
سجل سرطان الكبد حدوث 197 حالة بين الذكور و186 حالة بين الإناث في عام 2023. غالباً ما يُنصح بإجراء فحص سرطان الكبد للأفراد الذين لديهم تاريخ من أمراض الكبد المزمنة، مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C.
تتضمن عملية الفحص عادةً إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية بانتظام واختبارات الدم لتقييم وظائف الكبد.
كما ذكر الدكتور مانيراجابا أن علاج سرطان الكبد قد يشمل الجراحة (مثل استئصال الكبد)، أو زراعة الكبد، أو العلاجات الموضعية مثل الاستئصال أو الانصمام. واعتماداً على مرحلة السرطان، يمكن أيضاً استخدام العلاج الكيميائي والعلاجات المستهدفة.
سرطان القولون والمستقيم والشرج
في عام 2023، كان هناك 146 حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الذكور و188 حالة إصابة لدى الإناث في رواندا. تنظير القولون هو المعيار الذهبي للفحص، ويوصى به عادة للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، أو قبل ذلك لمن لديهم تاريخ عائلي. كما تُستخدم أيضاً اختبارات الدم واختبارات البراز (مثل اختبار الدم الخفي في البراز).
يتضمن العلاج غالباً إجراء عملية جراحية لإزالة الورم، يليها العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، خاصة إذا انتشر السرطان.
سرطان الدم
في عام 2023، تم تسجيل 135 حالة إصابة بسرطان الدم لدى الذكور و146 حالة إصابة لدى الإناث. يتم تشخيص المرض من خلال فحوصات الدم وخزعات نخاع العظم، حيث أن الفحوصات الروتينية نادرة.
يتضمن العلاج، العلاج الكيميائي والعلاج الموجه، وأحياناً زراعة الخلايا الجذعية، اعتماداً على نوع سرطان الدم والصحة العامة للمريض.
الليمفوما
في عام 2023، تم تسجيل 129 حالة إصابة بالورم الليمفاوي لدى الذكور و103 حالات إصابة لدى الإناث. يتم تشخيص المرض بناءً على الأعراض، مثل تضخم الغدد الليمفاوية، ويتم تأكيده من خلال خزعة. يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب لتقييم انتشار المرض.
قد يشمل العلاج، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وأحياناً زراعة الخلايا الجذعية، اعتماداً على نوع ومرحلة الورم الليمفاوي.
سرطان القصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئة
يتضمن فحص سرطان الرئة عادةً إجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب بجرعات منخفضة للأفراد المعرضين لخطر كبير، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ من التدخين، كما يمكن أيضاً استخدام الأشعة السينية على الصدر.
وفي عام 2023، كان هناك 74 حالة إصابة بسرطان الرئة لدى الذكور و103 حالة إصابة لدى الإناث.
تعتمد خيارات العلاج على موقع السرطان ونوعه ومرحلته، وقد تشمل الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو العلاجات المستهدفة.
سرطان الفم والبلعوم
وفي عام 2023، تم تسجيل 98 حالة إصابة بسرطان الفم والبلعوم لدى الذكور و59 حالة إصابة لدى الإناث، ما يجعله آخر أنواع السرطان في القائمة.
يتضمن الفحص عادة فحصاً جسدياً للفم والحلق والرقبة، يليه خزعة إذا تم العثور على أي آفات مشبوهة.
قد يشمل العلاج إجراء عملية جراحية لإزالة الورم، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وذلك اعتماداً على موقع السرطان ومرحلته.
وأكد الدكتور مانيراجابا على أهمية الفحص المبكر، مشيراً إلى أنه يساعد على اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة ويزيد من فرصة العلاج والشفاء.
وأكد “نحن نحاول القيام بالتوعية، يمكننا الوقاية حيثما كان ذلك ممكنًا، ولكن أيضاً، في الأماكن التي تم اكتشاف المرض فيها، يجب أن نتأكد من أن سكاننا يجدون الموارد البشرية المؤهلة والمعدات اللازمة لضمان العلاج المناسب”.