على مدى سنوات عديدة، كان البحث عن طرق سريعة لفقدان الوزن يشغل اهتمام الكثيرين. ويعتبر عقار أوزيمبيك، الذي يُستخدم لعلاج مرض السكري والسمنة، والذي تنتجه شركة نوفو نورديسك الدنماركية، من الأدوية الشائعة عالمياً.
وقد لوحظ في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تزايد في اعتراف المشاهير باستخدام أوزيمبيك كوسيلة لفقدان الوزن. ومع ذلك، يثير هذا الاتجاه تساؤلات هامة: هل من الآمن استخدام أوزيمبيك فقط لتحسين المظهر دون استشارة طبية؟ وما هي آراء المسؤولين الصحيين في رواندا حول أوزيمبيك ودواء ويغوفي، الذي تنتجه أيضاً شركة نوفو نورديسك؟
ما هو أوزيمبيك؟
أوزيمبيك، المعروف أيضاً باسم سيماجلوتيد، هو دواء يُصرف بوصفة طبية لعلاج مرض السكري من النوع 2 لدى البالغين. يتم إعطاؤه عن طريق حقنة أسبوعية، ويعمل على تعزيز قدرة البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، مما يساعد في خفض مستويات السكر في الدم.
عادةً ما يُوصف هذا الدواء للبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً والذين يعانون من مرض السكري من النوع 2. أما بالنسبة للأشخاص غير المصابين بالسكري، فيتم وصفه فقط إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديهم 35 كجم/م² أو أكثر، بالإضافة إلى وجود حالات طبية أو نفسية أخرى مرتبطة بالسمنة.
وفقاً للدكتور جان كلود هابينيزا، أخصائي مرض السكري في المركز الطبي الحيوي في رواندا، لا يمكن استخدام دواء السكري فقط لأغراض فقدان الوزن دون وجود حالة صحية ذات صلة.
وأضاف: “حتى في الدول التي تم فيها الموافقة على استخدامه لإنقاص الوزن، فإنه يُوصف فقط للأشخاص الذين يعانون من السمنة وحالة صحية أخرى مرتبطة بها، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو انقطاع التنفس أثناء النوم. ولا يُستخدم فقط لأغراض إنقاص الوزن”.
وقال هابينيزا إن الدواء غير متوفر حالياً في الصيدليات في رواندا. وأضاف: “حتى لو تم وصف عقار أوزيمبيك، فمن المرجح أن يضطروا إلى الحصول عليه من خارج البلاد”.
المخاطر المحتملة لـ Ozempic
وحذر الدكتور هابينيزا أيضاً من استخدام الدواء دون إشراف طبي بسبب الآثار الجانبية المحتملة.
وأضاف “أن هذا الدواء قد يؤدي إلى أورام الغدة الدرقية أو السرطان في بعض الحالات. ومن بين الآثار الجانبية الأخرى الغثيان والقيء والإمساك والتهاب البنكرياس وفشل الكلى”.
وبالنسبة لمرضى السكري، قد يؤدي تناول الدواء إلى تفاقم مشاكل الرؤية في بعض الحالات. وأشار إلى أن “هذه الآثار الجانبية لا تحدث للجميع، ولكن من المهم أن نضعها في الاعتبار”.
ماذا عن ويغوفي؟
أوضح الدكتور هابينيزا أن دواء ويغوفي هو في الأساس نفس دواء أوزيمبيك. وأوضح: “الفرق بينهما هو الاسم التجاري فقط، فهما نفس الدواء ويخدمان نفس الغرض”.
مع تزايد شعبية الأدوية القابلة للحقن كحل سريع لفقدان الوزن، حث الدكتور هابينيزا على توخي الحذر.
وقال “حتى مع تناول الدواء، بمجرد التوقف عن تناوله، تعود الشهية، وغالباً ما يستعيد الأشخاص الوزن الذي فقدوه”.
“لا توجد حلول سريعة”
وأوضح أن الأدوية تعمل على تقليل الشهية من خلال تنشيط مستقبلات معينة في المخ، ما يجعل الشخص يشعر بالشبع ويتناول كميات أقل من الطعام. ولكن من دون الالتزام بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، فمن المرجح أن يعود الوزن إلى ما كان عليه بعد التوقف عن تناول الدواء.
“لا يوجد حل سريع لفقدان الوزن. الطريقة الأكثر فعالية واستدامة لفقدان الوزن هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنه حل طويل الأمد ولا ينطوي على مخاطر الحلول السريعة مثل Ozempic.”