الحكومة تحدد الإجراءات اللازمة لتعزيز إنتاج الحليب بعد فشلها في تحقيق الهدف

بحسب تقرير وزارة الزراعة، حققت رواندا في عامي 2023 و2024 إنتاجاً سنوياً من الحليب بلغ مليون طن، وهو ما يمثل 85.7 في المائة من الهدف

وضعت رواندا تدخلات تشمل تحسين الجينات لزيادة إنتاج الحليب بعد فشلها في تحقيق الهدف المتمثل في الوصول إلى 1.2 مليون بحلول السنة المالية 2023-2024.

وبحسب تقرير وزارة الزراعة، حققت رواندا في الفترة 2023-2024 إنتاجاً سنوياً من الحليب بلغ مليون طن، وهو ما يمثل 85.7 في المائة من الهدف المحدد في الخطة الاستراتيجية الرابعة للتحول الزراعي.

 

قالت سولانج أويتوزي، نائبة المدير العام لمجلس تنمية الزراعة والموارد الحيوانية في رواندا، إن العجز يعزى في المقام الأول إلى الجفاف القاسي والمطول الذي شهدته البلاد خلال العام.

وأضافت أن “الظروف الجوية السيئة أثرت بشكل كبير على توفر المياه لأبقار الحليب، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الحليب”.

وسلطت الضوء على الإجراءات التي يتم اتخاذها لتعزيز إنتاج الحليب في السنوات المقبلة.

 

1. سياسة الرعي الصفري

وقالت أويتوزي إن سياسة الرعي الصفري “تعمل على تحسين استخدام الأراضي من خلال تخصيص 30% من الأراضي الزراعية لتربية الألبان المكثفة مع الاحتفاظ بالـ 70% المتبقية لإنتاج المحاصيل لضمان إمدادات ثابتة من الأعلاف الحيوانية”.

 

2. إعانات لمزارعي الألبان

وأشارت إلى أن دعم مخططات الدعم لمزارعي الألبان سيساعد المزارعين على الحصول على صفائح السدود لحصاد المياه وتخزينها.

وأضافت أنه “بالإضافة إلى ذلك، يتم توزيع بذور الأعلاف عالية الإنتاجية واللقاحات لتحسين إنتاجية القطيع”.

 

3. تحسين الخدمات البيطرية

وقالت أويتوزي: “من خلال التفويض الوطني للصحة البيطرية، تعمل الحكومة على توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية البيطرية، وضمان الحفاظ على صحة الماشية”.

 

4. تحسين الجينات

وأضافت أن قدرة مركز سونجا للألبان والتميز الوراثي في ​​هوي تم تعزيزها لزيادة إنتاج السائل المنوي عالي الجودة، مما سيحسن جينات القطيع ويعزز إنتاج الحليب.

 

5. التمويل

وقال المسؤولون إن هناك استثمارات كبيرة يتم تنفيذها بالإضافة إلى الميزانية العادية المخصصة لتنمية الثروة الحيوانية.

وقالت إن المشاريع تشمل مشروع تطوير منتجات الألبان في رواندا، المرحلة الثانية بقيمة 100 مليون دولار (حوالي 140 مليار فرنك رواندي)، ومشروع تعزيز جمع الحليب في رواندا بقيمة 21 مليون يورو (حوالي 30 مليار فرنك رواندي).

 

وأشارت أويتوزي إلى أن “هذه المشاريع تهدف إلى سد الفجوات القائمة في البنية التحتية، وتعزيز قدرة مزارعي الألبان، وبناء قطاع ألبان مرن قادر على تلبية الطلبات الحالية والمستقبلية”.

وأضافت أن “رواندا لا تستورد الحليب لمعالجة النقص الحالي. بل تعمل بدلاً من ذلك على تنفيذ تدابير مختلفة لتعزيز الإنتاج المحلي وتلبية الطلب الوطني”.

وأضافت أن الهدف الجديد هو الوصول إلى 1.1 مليون طن من الحليب في السنة المالية 2024/2025، وذلك ضمن الخطة الاستراتيجية الخامسة للتحول الزراعي.

 

ماذا يقول المزارعون ؟

قالت بياتريس موجواماريا، وهي مزارعة تبلغ من العمر 51 عاماً في منطقة نياجاتاري، إنها لا تزال تكافح من أجل العثور على علف لماشيتها أثناء فترات الجفاف.

قالت موجواماريا: “لقد أثر الجفاف الذي ضرب المنطقة العام الماضي علينا. لقد كان من الصعب علينا إدارة الأبقار بسبب عدم توفر المياه الكافية”. وتحدثت عن كيفية تأثير نقص المياه على المحاصيل.

وأضافت “حاولنا توفير ما أمكننا من المياه، لكن ذلك لم يكن كافياً لتوفير إمدادات جيدة من الحليب. وحتى مع سياسة عدم الرعي، وبدون إدارة مناسبة للمياه وكافية من الأعلاف، لا تستطيع الأبقار الإنتاج بالمستويات التي نحتاجها للإنتاج”.

 

اعتمدت موجواماريا على مصادر المياه الطبيعية لإبقاء أبقارها رطبة، لكن موسم الجفاف الشديد أدى إلى تدمير هذه الموارد بشكل كبير، مما تسبب في انخفاض إنتاج الحليب.

في شهر أبريل، كانت أبقارها الثلاث تنتج 30 لتراً من الحليب لكل منها، ولكن بحلول شهر أغسطس، أصبحت أربع بقرات تنتج 25 لتراً فقط.

وسلط جان كلود هابيمانا، وهو مزارع يبلغ من العمر 60 عاماً في منطقة نجوما، الضوء على التحديات المتعددة التي يواجهها المزارعون والتي تتجاوز مجرد ندرة المياه. فقبل موسم الجفاف، كانت أبقاره تنتج 50 لتراً في اليوم، ولكن خلال موسم الجفاف، انخفض الإنتاج إلى 30 لتراً حيث توقفت بعض الأبقار عن إنتاج الحليب.

“بالنسبة لنا نحن مزارعي الألبان، لم يكن الجفاف هو السبب الوحيد وراء التحديات. بل إن الوصول إلى الأعلاف الجيدة أمر صعب أيضاً. صحيح أن الحكومة تساعدنا بتوفير بذور الأعلاف، لكننا نحتاج إلى المزيد من الدعم من خلال إنشاء سدود لتخزين ما يكفي من المياه للأبقار”، كما قال هابيمانا.

وأشار إلى أن نقص هطول الأمطار خلال موسم الجفاف لا يحد من توفر المياه فحسب، بل يقلل أيضاً من نمو العشب والأعلاف، وهي أمور حيوية للحفاظ على صحة الأبقار وإنتاجيتها.

وأضاف هابيمانا: “بدون الأعلاف الكافية، تصبح الأبقار أضعف، وينخفض ​​إنتاج الحليب بشكل أكبر. كما أن الخدمات البيطرية ليست قريبة دائماً، لذلك عندما تمرض الحيوانات، يستغرق الأمر وقتاً للحصول على العلاج، وهذا يقلل أيضاً من إنتاج الحليب”.

Comments (0)
Add Comment