أتمت مدينة كيغالي مشروعاً تحويلياً مدته ثلاث سنوات، يركز على رسم الخرائط على نطاق واسع والتنقل الحضري.
تم إطلاق المبادرة في سبتمبر 2021، وأسفرت عن إنشاء 62 خريطة طبوغرافية عالية الدقة بمقياس 1/10000 للضواحي، و175 خريطة بمقياس 1/2500 لمنطقة المدينة، وخرائط مفصلة بمقياس 1/1000 لشبكات الطرق.
تعني هذه المقاييس أن وحدة واحدة على الخريطة تمثل 10,000، أو 2,500، أو 1,000 وحدة على الأرض، على التوالي، مما يوفر تفاصيل محسنة للتخطيط الحضري.
وأكدت الهيئة الوطنية للأراضي أن هذه الخرائط الطبوغرافية، تقدم تصويراً مفصلاً ودقيقاً لتضاريس كيغالي وميزاتها، مما يعزز بشكل كبير التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية.
ناقش أليكسيس روتاجينجوا، رئيس قسم إدارة استخدام الأراضي ورسم الخرائط في هيئة الأراضي الوطنية، تأثير المشروع.
وأشار إلى أن هذه الخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، إلى جانب نموذج المدينة ثلاثي الأبعاد، توفر تمثيلاً افتراضياً لكيغالي. كما أنها تساعد في تحسين التصور والتحليل للتخطيط الحضري والتنمية. وقال روتاجينجوا إن أصحاب المصلحة يمكنهم الآن محاكاة وتقييم السيناريوهات الحضرية المختلفة بشكل فعال، وهو أمر محوري لتوفير بيانات دقيقة للتخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية والإدارة البيئية.
كما قدم المشروع أيضاً بوابة Topomaps Geoportal، وهي منصة عبر الإنترنت تتيح لأصحاب المصلحة الوصول بسهولة إلى الخرائط الرقمية والبيانات المكانية. تعمل هذه الأداة على تعزيز عملية اتخاذ القرار المستندة إلى البيانات عبر مختلف القطاعات. وأضاف روتاجينجوا: “تعمل هذه المنصة على تمكين أصحاب المصلحة من خلال تقديم بيانات مكانية شاملة، وبالتالي تعزيز عملية اتخاذ القرار المستنيرة”.
وأكد روتاجينجوا على تطور رسم الخرائط في كيغالي، قائلاً: “بعد التحديثات في عام 1987 و2011 و2020، أصبحت هذه الخرائط الطبوغرافية الجديدة دقيقة للغاية، وهي ضرورية لتسهيل تحسين التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية”.
كما طورت المبادرة نظام إدارة أصول الطرق في كيغالي (K-RAMS)، وهو عبارة عن منصة تجريبية تعتمد على الويب يتم تنفيذها على شبكة طرق بطول 100 كيلومتر.
ينشئ K-RAMS جرداً رقمياً لشبكة الطرق في كيغالي، بما في ذلك الطرق والجسور وأنظمة الصرف الصحي، ويوفر بيانات في الوقت الفعلي للصيانة والتخطيط.
وقال روتاجينجوا “إن نظام K-RAMS هو أداة حيوية لإدارة الطرق بكفاءة. فمن خلال توفير جرد رقمي مفصل لأصول الطرق في المدينة وبيانات في الوقت الفعلي عن حالة الطرق، فإنه يتيح إجراءات الصيانة السريعة والتخطيط المستنير لمشاريع البنية التحتية للطرق في المستقبل”.
وأشار إيمانويل نيرينكيندي، السكرتير التنفيذي ومسجل معهد رواندا للمهندسين المعماريين، إلى التأثيرات الأوسع لهذه الخرائط.
وقال إن الخرائط الطبوغرافية تدعم بشكل كبير التنقل الحضري والتخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية من خلال توفير معلومات مفصلة ودقيقة عن التضاريس والارتفاع والميزات الموجودة في المدينة.
“إنها تسمح للمخططين بتحديد المواقع المثالية للطرق، وطرق النقل العام، والمباني، والبنية التحتية الأخرى مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل المنحدرات، والمناطق المعرضة للفيضانات، والحواجز الطبيعية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تنمية حضرية أكثر كفاءة واستدامة.”
واختتم نيركيندي حديثه قائلاً: “إن مخرجات هذا المشروع لا تعمل على تعزيز البنية التحتية والخدمات الحالية في المدينة فحسب، بل إنها تمهد الطريق أيضاً للتقدم في المستقبل. ومع استمرار التعاون والاستثمار وبناء القدرات، تتمتع كيغالي بمكانة جيدة لتكون نموذجاً للمدن الأخرى في رواندا وخارجها، مما يدل على القوة التحويلية للتخطيط والإدارة الحضرية المبتكرة”.
كما شارك روتاجينجوا برؤيته لتوسيع نطاق هذه الابتكارات لتشمل مدن رواندا الأخرى، وتعزيز التنمية الحضرية المستدامة على مستوى البلاد. وشدد على أهمية بناء الشركات المحلية والخبرة الفنية لضمان الاستدامة والاعتماد على الذات على المدى الطويل.
وحثت الهيئة الوطنية للخرائط أصحاب المصلحة على الاستفادة من هذه الخرائط الطبوغرافية وغيرها من الموارد المتاحة لتحقيق تخطيط أكثر فعالية، نظراً لدقة الأدوات وشموليتها. كما أقروا بالتحديات مثل الخبرة المحلية المحدودة والحاجة إلى برامج متخصصة، والتي تم التغلب عليها من خلال التخطيط الاستراتيجي والتعاون.
يضع هذا المشروع أساساً قوياً للتنمية الحضرية المستقبلية في كيغالي، ويبشر بنموذج للكفاءة والاستدامة للتخطيط الحضري في رواندا وربما خارجها.