منذ أيام قليلة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالتعليقات التي تستهدف الشباب في جنوب السودان على وجه التحديد، بما في ذلك الإهانات العنيفة والتحيزية الواضحة.
وتشير التعليقات بشكل خاص إلى هؤلاء الشباب، الذين يتواجد معظمهم في رواندا للدراسة، باعتبارهم عنيفين وغير منضبطين، حيث يذهب البعض منهم إلى حد الترويج لكراهية الأجانب.
ورغم أن هذا لم يلق ترحيباً من كثيرين، فإنه يدل على أن بعض الأفراد لم يفهموا أن التنوع في رواندا لا يعرف حدوداً، وأن الوحدة في الواقع هي الأساس الذي بنيت عليه البلاد.
وكان من بين الذين أدانوا هذا النوع من السلوك وزير الخارجية أوليفييه ندوهونجيريه الذي قال إن العنف ليس له مكان في مجتمعنا، وأن التعليقات الأخيرة التي استهدفت مجتمع جنوب السودان لا تتفق مع قيمنا كروانديين.
لا يمكن التعبير عن هذا بشكل أفضل. يتضمن تاريخ رواندا فصلاً عانت فيه البلاد من أسوأ آثار الانقسام. وهذا يوضح لنا أنه لا توجد أي حالة يمكن فيها تبرير هذا الانقسام، حتى عندما يكون الأشخاص المعنيون من جنسيات مختلفة.
ينبغي تعليم الشباب مخاطر الاختلاف، وخاصة التحيز والنمطية. قد يبدأ الأمر على هذا النحو، لكن التكلفة باهظة للغاية. يجب الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة للمؤسسات المختصة والتعامل معها قانونياً.
إن التحريض على الكراهية ضد شعب معين ليس له مكان في رواندا اليوم أو غداً وينبغي لكرم ضيافتنا أن يعكس المجتمع المتنوع بشكل ملحوظ والذي بنيناه على مر السنين.